اسامة عبد العال المدير العام
![المدير العام المدير العام](https://i.servimg.com/u/f29/16/39/65/34/azm_2910.gif)
![اسامة عبد العال](https://2img.net/u/2915/14/86/01/avatars/1-60.jpg)
1 ![ذكر ذكر](https://2img.net/s/t/12/80/99/i_icon_gender_male.gif) 293 تاريخ التسجيل : 03/04/2011
![كتاب الروض العاطر في نزهة الخاطر (باب مضرات الجماع ) Empty](https://2img.net/i/empty.gif) | موضوع: كتاب الروض العاطر في نزهة الخاطر (باب مضرات الجماع ) الإثنين ديسمبر 05, 2011 1:02 am | |
| الباب السابع مضــــرّات الجمـــــاع
إعلم ... يرحمك اللّه ... أيها الوزير إن مضرّات الجماع كثيرة، فأقتصرت إلى مادعت الحاجة اليه و هى كالتالي : النكاح واقف يورث وهْن الركبتين و يورث الرّعاش، و النكاح على جنب يورث عرق النساء، و النكاح قبل الفطور يورث العمى و يضعف البصر، و تطليع المرأ ة على صدرك حتى ينزل المني و أنت ملقى على ظهرك يورث وجع القلب، و إن أصابه شىء من ماء ألمراة في الإحليل أصابه الأركان و هى القتلة، و صب الماء عند نزوله يورث الحصى و يعمل الفتق، و كثرة الحركة و غسل الذكر عاجلاً بعد الجماع يورث الحمرة، و وطء العجائز سم قاتل من غير شك، و كثرة الجماع خراب لصحة البدن لأنّ المني يخرج من خالص الغذاء كالزبدة من اللبن فيكون الباقي لا فائدة فيه و لا منفعة، و المتولّع به يعنى النكاح من غير مكابدة يأكل المعاجن و العقاقير و اللّحم و العسل و البيض و غير ذلك يورث له خصائل و هى الأولى : تذهب قوته، و الثانية : يورث قلة النظر إنْ سلم من العمى، و الثالثة : يربّي الهزل، و الرابعة : يربّي له رقة القلب إن هرب لا يمنع و إن طرد لا يلحق و إن رفع ثقيل و إن عمل شغل يعي من حينه؛ و قال : إن المقدار الأصح في النكاح لأصحاب الطبائع الأربعة الدموي و البلغمي له أن ينكح مرتين أو ثلاثة و الصفراوي و السوداوي له أن ينكح في الشهر مرة . قلت : و لقد إطلعت على أناس هذا الزمان سوداوي و صفراوي و دموي و بلغمي لا يفترون عن النكاح لا ليلاً و لا نهاراً، حتى أورث لهم عللاً كثيرةً ظاهرةً و باطنة لا يُعرفون إلاّ بها . و قد جمعنا منافع و مضار بني آدم في هذه الأبيات على سبيل الإقتصار و ذلك لأن هارون الرشيد أرسل إلى حكيم أهل زمانه و أعرفهم بالطب فسأله فجمع ذلك في أبيات من النّظم و جعلها في غاية الإختصار لتكون في ورقةٍ واحدةٍ تحمل في الحضر و السفر سهلة للحفظ و هي كالتالي :
تـوقّ إذا شــئت إدخال مطعم على مـطـعم من قبل فعل الهواضم و كـل طعام يعجز السن مضغه فـلا تبتلعه فهو شر المطاعم و لا تـشرب على طعامك عاجلا فـتـقـود نـفـسك للأذى بزمام ولا تحبس الفضلات عند اجتماعها و لو كنت بين المرهقات الصوارم و لا ســـيما عند المنام فدفعها إذا مـا أردت الـنــوم ألزم لازم و جدد على النفس الدواء و شربه و ما ذاك إلاّ عند نزول الـعظائم و وفر على الـنفس الواء لأنها لـصـحبـة أبدان و شد الدعائم و لا تكُ في وطء الكواعب مسرعا فإسرافنا في الوطء أقوى الهدائم فـفـيـه دواك و يـــكفيك أنه لـمـاء حياة مورق في الأرحام و إيـــاك إياك العجوز ووطئها فـمـا هي إلاّ مـثـل سـم الأراقم و كن مستخفيا كل يوم وليله وحـافظ على هذي الخصال وداوم بــذاك أوصانا الحكيم يبادر أن أخا الفضل والإحسان غير الأعاجم
و أجمع الحكماء و الأطبّاء أن كل آفه تقع لبني آدم أصلها من النكاح فإنه البلاء الأكبر
. | |
|